تحت رعاية وزير الثقافة السيد علي العايد أطلقت جامعة الحسين بن طلال أعمال المؤتمر الدولي الملك المؤسس(الشخصية والقيادة والتاريخ)، وبحضور دولة السيد طاهر المصري رئيس الوزراء الأسبق، ومعالي الدكتور محمد ذنيبات رئيس مجلس أمناء الجامعة، والأستاذ الدكتور عاطف الخرابشة رئيس الجامعة، وذلك في مدرج عمادة شؤون الطلبة في جامعة الحسين بن طلال.
وفي كلمته قال وزير الثقافة السيد علي العايد: هذا يوم من أيام العلم والتاريخ، العلم الذي تجسدونه والتاريخ الذي يتجسّد في هذه اللحظات حضورا ورمزية عالية، حيث ما نزال نعيش في كنف تلك الرحلة التي انطلقت من رحم ثورة كانت للعرب وقامت بهم.
وأضاف العايد، نحن سعداء أننا نتحدث عن ملك أسس وجذّر لبناءات ما تزال قائمة فينا، بناءات قيمية وإنسانية وأدبية وثقافية وعلمية تلقون الضوء عليها في هذا المؤتمر، الملك عبد الله الاول ابن الحسين، أحد أهم أركان ثورة العرب الكبرى وسرها الذي بقي حاضرا فينا، وانتقل لأحفاده وسيبقى بإذن الله، نعم، سر النهضة العربية التي نحمل جميعنا قيمها ومبادئها.
وقال الدكتور عاطف الخرابشة رئيس جامعة الحسين بن طلال في كلمته، لقد قدمت المملكة الأردنية الهاشمية عبر تاريخها نموذجاً حياً للتعايش بين مختلف الثقافات والأعراق فشكلت الوجهة المثلى لاحتضان الجميع دون استثناء ولعبت سياستها التوافقية التي أرسى دعائهما المغفور له بإذن الله تعالى الملك عبدالله الأول مؤسس الدولة، دوراً حاسماً في حل الكثير من القضايا.
وأضاف الخرابشة، ولم تتوانى الدولة الأردنية عن تقديم كافة أشكال الدعم على كل الصُعد للمساعدة على تقارب وجهات النظر بين الأطراف المعنية فحمل الراية رحمه الله وواصل الجهد حتى الاستقلال الكامل ونقل الأردن ليكون عضواً فاعلاً في وسطه العربي والمجتمع الدولي حتى فاز بالشهادة على ثرى الأقصى المبارك عام 1951.
وألقى دولة السيد طاهر المصري رئيس الوزراء الأسبق كلمة قال فيها، ونحن اليوم أيضاً في جامعة الحسين بن طلال، في معان، التي لم تتمكّن الدولة من إنشائها هنا إلا في عهد الجيل الرابع من عهد المؤسس؛ إلى عهد حفيده الملك عبد الله الثاني ابن الحسين؛ فكلُّ بقعة ومنشأة ومؤسسة في بلادنا عامرة وزاخرة بالدلالات والقيمة والمعنى لما عاناه وكابده أهل هذه البلاد في بناء مرافق دولتهم على امتداد مئة عام مضت؛ فطوبى للعاملين والمكافحين والمصابرين إنجازهم وما راكموه من مفاخر وصروح علمٍ حُقَّ لهم أن يُباهوا بها.
وأضاف المصري إنّ آباءنا وأجدادنا صنعوا في هذه البلاد وطناً عربياً أردنياً عظيماً، خلال المئة عام الماضية، أساسه الدولة الوطنية التوّاقة إلى دولة عربية واحدة، وطموحاتٌ منطلقةٌ من فكرةِ وآمال الثورة العربية الكبرى التي أجهضت القوى العظمى آنذاك إمكانية تحقيقها كواقع على الأرض، إذ لا جماعة مميّزة أو مفضّلة في هذا الوطن النبيل، بل مواطنون أفراد متساوون أمام القانون والدستور، ولا فضلَ لمُواطنٍ على آخرَ إلا بمقدار تقديمه للمصلحة العامة في حياته ومواقفه.
وفي كلمته نيابة عن المشاركين بالمؤتمر قال المؤرخ الأستاذ محمد المعاني، ان توثيق مرحلة البناء خلال حكم الهواشم الأخيار ممن صنعوا التاريخ ومكنوا لبناء دولة قوية لتتبوأ مكانة مرموقة بين دول العالم جاء بهمة الشرفاء ممن كرسوا حياتهم لخدمة الوطن والدين لتكون مخرجات المئوية الأولى لتأسيس المملكة بحجم الثقة والابداع كيف لا وقد تحققت انجازات كبيرة يشار لها بالبنان على المستوى العالمي والمحلي فالنهضة الشاملة التي نشهدها اليوم حولت الصحراء لجنة غناء وحولت العقبات لفرص نجاح.
وأضاف المعاني، فمنذ اليوم الأول الذي وطأت فيه قدم الأمير عبدالله بن الحسين أرض الوطن عام1920م شرع بالعمل الجاد المبني على أساس المعرفة والعلم متخذا من القلم والبندقية عنوانا لمرحلة التأسيس التي جاءت بعنفوان العربي الحر المقدام الذي لبى نداء أحرار الأمة العربية حين عانق صوت الأحرار مسامع الشريف حسين في مكة لتلبي الروح الطموحة الوثابة النداء لتخليص الوطن من نير المستعمر حيث أوعز لنجله عبدالله بالتوجه لبلاد الشام بعد معركة ميسلون لنصرة أحرار العرب والوقوف الى جانبهم.
ويناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، سبعة محاور رئيسية وهي: الجوانب التاريخية والجغرافية، والجوانب السياسية في عهد الملك عبدالله الأول، والجوانب الأدبيّة في عهد الملك عبدالله الأول، والجوانب التربوية، والأرشيف والوثائق الخاصة بالملك المؤسس، وحركة التأليف والنشر في عهد الملك عبدالله الأول، والقيادة والتنظيم الإداري في عهد الملك المؤسس.
كما أقيم على هامش المؤتمر معرض للصور الشخصية للملك المؤسس، وتكريم لأصحاب الدولة والمعالي والعطوفة المشاركين، وحضر إفتتاح المؤتمر عدد من أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة ومدراء الأجهزة الأمنية في محافظة معان، وعدد من المسؤولين في الجامعة، والفعاليات المحلية والشعبية في المحافظة.