صنفت مجلة علم الآثار الصادرة عن معهد الآثار الأمريكي اكتشاف مشروع البادية الجنوبية الشرقية كأحد أهم 10 اكتشافات في العالم خلال العام 2022، واحتوت القائمة التي نشرتها المجلة على موقعها الالكتروني على اكتشافات اثرية من دول مختلفة من العالم مثل النمسا، روسيا، المكسيك، مصر، باكستان، العراق، البيرو، جواتيمالا والمنطقة القطبية.
وقدمت المجلة على موقعها معلومات عن هذا الاكتشاف والذي اعلن عنه بمؤتمر صحفي لوزارة السياحة والآثار ودائرة الآثار العامة بتاريخ 22-2-2022، والاكتشاف عبارة عن منشأة طقسية تعبدية لمجموعات الصيادين الذين تم اكتشافهم من خلال المشروع وسميت ثقافتهم بالثقافة الغسانية والتي تعود الى فترة العصر الحجري الحديث قبل ما يزيد على 9000 عام، واكتشفت هذه المنشأة التعبدية بحالة حفظ استثنائية في وسط احد مواقع سكن الصيادين.
وتعتبر المنشاة عبارة عن مجسم معماري مصغر للمصائد الصحراوية وهو اقدم مجسم من هذا النوع في العالم، واحتوى المجسم على لوحة حجرية بوزن 160 كغم وعليها رسمة لوجه انسان ومخطط لمصيدة صحراوية وهو المخطط الاقدم في العالم لمنشأة حقيقية موجودة بنفس المنطقة، وبالقرب من هذه اللوحة حجر اسطواني الشكل نحت عليه وجه انسان اقرب الى الحجم الطبيعي.
وعثر أيضا داخل هذه المنشأة على عدد كبير من القطع الأثرية من دمى صغيرة لحيوانات وأدوات صوانية نادرة تمثل صناعة جديدة وعدد كبير من المتحجرات البحرية بالإضافة الى مذبح ومواقد للنار ارتبطت باستخدام المنشأة التعبدية، وتعد المنشأة الطقسية من الأدلة النادرة في العالم التي تظهر ارتباط ممارسات الانسان اليومية خاصة الاقتصادية منها بممارساته التعبدية.
وينفذ المشروع بالتعاون بين جامعة الحسين بن طلال والمعهد الفرنسي للشرق الأدنى ويديره الأستاذ الدكتور محمد الطراونة والدكتور وائل أبو عزيزة.
وتلعب مثل هذه التصنيفات العالمية دورا مهما في جذب اهتمام السياح من مختلف دول العالم وبالتالي زيادة الاقبال على المتاحف والمواقع الاثرية الأردنية، خاصة وان هذا الاكتشاف جاء لثقافة جديدة لم تكن معروفة سابقا وتمكن فريق العمل من اكتشاف الكثير من الجوانب المرتبطة بحياة وممارسات هذه المجموعات من الصيادين، وعليه فسوف تشكل نقطة جذب كبيرة للسياح مستقبلا بعد ان يتم عرضها في المتاحف الأردنية.